دمعه حزن
عضـ جديد ــــو
عدد المساهمات : 12 نقاط : 26 تاريخ التسجيل : 27/06/2013 العمر : 26
| موضوع: هنري الثامن وفن التخلص من زوجاته الأربعاء أكتوبر 16, 2013 3:39 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تخصص هنري الثامن ملك إنجلترا في التخلص من زوجاته الملكيات اللاتي اختارهن حبا أو عشقا أو
لمطامع سياسية وهن ست زوجات - غير أخريات لم يلتزم بشرعيتهن - فقطع رأس اثنتين أولاهما الزوجة
الثانية (آن بولين) وثانيتهما الزوجةالخامسة (كاترين هيوارد). أما الأخريات من الزوجات الشرعيات فقد
طلق ثلاثا منهن بينما دفنته (كاترين بار) سادس زوجاته بعد موته وتزوجت من حبيبها الأول قبل مضي
أسبوعين من تشييع جثمان الملك زير النساءالسفاح هنري الثامن !
كان هنري كما بدا في شبابه أنموذجا كاملالشاب من أمراء النهضة. كان يافعا غضا لا يزيد عمره على
ثمانية عشر ربيعا.. طويلا متورد الوجنتينتتفجر منه حيوية دافقة.. ماهرا في كل رياضات الرجال واتصف
بشهوة فائقة للصيد والقمار ومبارزةالفرسان وعشق النساء.
ما إن اعتلى هنري عرش أسرة التيودور حتىتزوج من (كاترين اوف ناراجون) وهي سيدة فاضلة جادة
دمثة الخلق تكبره بست سنوات. كانت كاترينأرملة لأخيه الأكبر آرثر الذي توفي فجأة في سن
السادسة عشرة بعد زواج دام أربعة شهور. وفي عام 1503 أصدر البابا يوليوس الثاني فتوى أقرت
الزواج من أرملة أخ متوفى وذلك رغم تعارضهذه الفتوى مع النص الرسمي في العهد القديم ببطلان
هذا الزواج.
طلاق الزوجة الأولى
أنجبت كاترين أوف أراجون للملك هنري بنتاعمدت باسم ماري. ولكنها لم تنجب له ولدا ذكرا. وحملت
المرة تلو الأخرى لتلد له أطفالا إلا أنهمماتوا أجنة أو بعد ولادتهم بوقت قصير, مما أورث الملك المتحرق
إلى وريث ذكر اعتقادا جازما بأن ثمة لعنةمتسلطة على زواجه. وراح هنري يسعى لدى البابا في روما
كي يقضي بتطليقه منها. فلما رفض البابا أنيجيبه إلى طلبه الظالم (اكتشف)الملك فجأة أنه هو وليس
البابا الذي يملك إصدار الفتاوى الدينية, لأنه يستحق لقب (حامي الإيمان) فأطلقه على نفسه. وعندها
هدده البابا بحرمانه من رحمة الكنيسة.
لم يجد هنري أمامه بدا من أن يحتال للأمرفدعا البرلمان إلى مساندته في نضاله مع الكرسي البابوي.
وأقر المجلس موقف الملك وقرر أنه أحقبالرئاسة الكنسية في إنجلترا عن البابوية في روما, وأقر أن
من حق الملك أن يفعل ما يشاء بما في ذلكالطلاق الذي يريده وزواجه من الفتاة التي يريدها. ونص
القرار على أن زواج الملك من كاترين كانولايزال باطلا من أساسه. وأقر البرلمان الذي كان يسيطر
عليه رجال الملك ومتملقوه أن من يرفضالاعتراف علنا بأن الملك هنري الثامن هو حامي الإيمان ورئيس
الكنيسة يعتبر مرتكبا لجريمة الخيانةالعظمى. وهكذا أعلن بطلان الزواج وتلاشت حياة كاترين في
معتزلها الشمالي الذي أرسلها إليه الملك,
مأساة آن بولين
في يناير 1533 تم زواج الملك من آن بولينالتي كانت حاملا منه قبل أربعة شهور. وأعلن كرامر بصفته
رئيس أساقفة كانتربري أن آن زوجة شرعيةللملك الذي أرسل وقتها إلى زوجته الأولى كاترين بأن ترد
إليه الجواهر التي كانت قد ارتدتها بصفتهاملكة وأعطاها لآن بولين التي ركبت بعد ثلاثة أيام وهي تتزين
بالجواهر وترتدي الديباج لكي تتوج ملكةلإنجلترا في احتفال ملكي مهيب. في الوقت نفسه أعلن بابا
روما كليمنت بطلان الزواج الجديد وأنالأولاد الذين سيكونون ثمرة له غير شرعيين, وحرم الملك من
غفران الكنيسة, ولم يهتم هنري لذلك القرارالبابوي وأصدر قانونا من مجلسه النيابي نص على أن أي
شخص يجادل في صحة زواج هنري من آن بولينيستحق أقسى عقاب. وقضى القانون بأن يحلف جميع
الإنجليز رجالا ونساء يمينا بالولاء للملك. وأكد سيادة الملك على الكنيسة والدولة في إنجلترا, وعمدت
الكنيسة الوطنية الجديدة باسم (الكنيسةالإنجليكانية) وقد حكم بالإعدام بالمقصلة على عدد كبير من
الرهبان الذين رفضوا حلف اليمين !
إذا كان هنري الثامن قد أحب آن بولين لرقتهاالتي بدت عليها أيام كان الملك قد وقع في هواها. فإنها
بعد أن أصبحت ملكة أصابها الغرور, وكانطبعها الحاد وثورات غضبها المتسمة بالصلف ومطالبها التي
تبعث على الضجر قد جعلها تخسر الملك. وكانأول ما أثار ضجره أنها عينت عمتها مربية لابنته ماري التي
حبسها في بيت غير بعيد عن أمها كاترين. ولمتراع آن بولين اهتماما بابنته وأمرت عمتها بأن تمنع الفتاة
من زيارة أمها وأن تلزمها حدها (بلكمة علىالأذنين بين آن وآخر حتى كاد يصيبها الصمم). ورأى هنري
أن لسانها السليط يتناقض مع رقة كاترينالمهجورة. وفي اليوم الذي دفنت فيه كاترين ولدت آن بولين
طفلا ميتا مما أثار الملك الذي كان لا يزاليتلهف على ولي العهد. وبدأ هنري يفكر في طلاق آخر أو في
بطلان الزواج الجديد. وروي عنه أنه قال إنزواجه الثاني تم تحت إغراء السحر ومن ثم فهو باطل. وبدأ
يولي اهتماما خاصا بإحدى وصيفات الملكة وهيجيني سيمور, وعندما أنبته آن أمرها بأن تتحمله في
صبر كما فعل من هن أفضل منها. وبدأ هنريينتهج حيلا قديمة ليتخلص منها حتى يتزوج بمن راقت في
عينيه. وهنا لم يكن أسهل من أن تحرص إحدىوصيفات قصره على إرضاء مولاها في مناسبة كهذه.
فتقدمت إليه فجأة في أول مايو 1536 تخبرهبأنها (سمعت) من امرأة تدعى ليدي ونجفيلد أن زوجته
الملكة قد ارتكبت جريمة الزنا مع خمسة رجالأحدهم شقيقها.
وبفعل هذا التدبير المحكم أرسلت آن بولينإلى سجن برج لندن في اليوم الثاني من مايو سنة 1536
دون أن تعرف التهمة المنسوبة لها إلا وهي فيالزورق الذي نقلت به إلى ليبرج. وأجمعت أقوال
الشهود أنها احتجت من فورها في إباء على هذهالتهمة الشائنة وأنكرتها بشدة. ولكن احتجاجها
وإنكارها ذهبا أدراج الرياح فقد أودعت إحدىزنزانات السجن وحيل بينها وبين مقابلة أي مدافع أو مبشر.
وكتب لها هنري يعللها بالآمال في الصفح عنهاوالرفق بها إذا كانت صادقة معه, فردت بأنها ليس لديها
ما تعترف به. وبدأت المحاكمة لمن اتهموابارتكاب الزنا مع الملكة دون أي دليل بعد أن فشل المحققون
في الحصول على أي اعتراف منهم يثبت التهمةأو يعززها على الأقل. وفي سبيل انتزاع هذا الاعتراف
استخدمت مع المتهمين الخمسة شتى أساليبالإكراه والإغراء. ولكن أحدا لم يعترف إلا الموسيقي
الذي كان أضعف الجميع رعبا من الموت ونجحالمحققون في الحصول منه على اعتراف بارتكاب الجريمة
مع الملكة.
رغم عدم قيام أي دليل ضد بقية المتهمينالذين لم يعترفوا, فقد حكمت المحكمة عليهم جميعًا بالإعدام.
وبعد يومين نفذ الحكم في الأربعة غيرالمعترفين بالإعدام بقطع رءوسهم كما يليق برتبهم. أما الموسيقي
فقد أدركته (رأفة) الملك فأمر بإعدامه شنقًافقط...!
أما الملكة وشقيقها فقد تمت محاكمتهما أمامجماعة من ستة وعشرين نبيلا برئاسة دوق أون نورفلك -
وهو عمها ولكنه عدوها السياسي - وأكدالشقيقان أنهما بريئان. ولكن الحكم صدر عليهما بأن يُحرقا أو
تقطع رأساهما كما يتراءى للملك.
الثالثة والرابعة...!
بعد أن قطع رأس الزوجة الثانية من أجل أنيفوز الملك بزوجة ثالثة هي (جيني سيمور) وصيفة الملكة
مقطوعة الرأس, منح كرامر كبير أساقفته محللالهنري الثامن الزواج مرة أخرى في سعيه المتجدد
للحصول على ولد. وفي اليوم التالي خطب الملكجيني سيمور سرا ثم تزوجها ونودي بها ملكة في 4
يونيو 1536. أما هي فقد كانت سليلة أسرةملكية تتحدر من إدوارد الثالث. ولم تكن تتمتع بجمال خاص,
بيد أنها أثرت في الجميع بذكائها ورقتهاوتواضعها. وهو لم ينس أبدا - إبان حياة آن بولين - أنه كان يحاول
التقرب إليها, ولكنها رفضت قبول هداياهوأعادت رسائله دون أن تفتحها وطلبت منه ألا يحدثها إلا في
حضور آخرين.
وحملت جين, وعندما جمع الملك المجلس النيابيقرر أن يقتصر التاج على الذرية المتوقع أن تنجبها جين
سيمور, وعندما ولدت ولدا في أكتوبر 1537سماه إدوارد السادس باعتبار ما سيكون في المستقبل.
ولكن الأمر كان حلما ولم يتحقق, إذ كانالوليد عليلاً تبدو عليه سمات الموت. ولم تحتمل جين أن يموت
ولدها فتكون ضحية طلاق جديد. كان الرعبيملؤها وهي في حمى النفاس, فلم تنتظر الطلاق الذي كان
متوقعا واستسلمت للموت بعد ولادة ابنهاباثني عشر يوما.
ظل هنري رجلا محطما بعض الوقت , وعلى الرغممن أنه تزوج بعدها ثلاث مرات فإنه طلب عند وفاته أن
يدفن بجانب المرأة التي ضحت بحياتها في سبيلأن تنجب له الولد ... !
وبعد أن مضى عليه عامان دون أن يتزوج, أمرصديقه ووزيره كرومويل بأن يبحث له عن حلف بالمصاهرة
يقوي سلطانه ضد مناوئيه من الملوك. ونصحهكرومويل بالزواج من (آن كليفز) أخت زوجة أمير سكسونيا
وشقيقة الدوق دي كليفز الذي كان في ذلكالوقت على خلاف مع إمبراطور إسبانيا. وأرسل هنري
المصور هوليني لرسم صورة السيدة المرشحة دونأن يدري أن الرسام قد تلقى بعض التعليمات من
كرومويل, وجاءت الصورة التي رأى هنري أنهامحتملة وتستحق الحب, وإن كانت تبدو حزينة. وعندما
جاءت آن كليفز بنفسها ووقع نظره عليها ماتالحب الذي تمناه لدى أول نظرة وانقلب إلى كراهية. ومع
ذلك, فقد أغمض عينيه وتزوجها وهو يتضرع مرةأخرى أن يرزقه الله منها بابن يوطد به وراثة العرش في
آل تيودور. ومع ذلك لم يصفح قط عن كرومويلالذي رشحها له فأمر بالقبض على وزيره بعد أربعة شهور
زاعمًا أنه أغرق في الأخطاء والمفاسد. وأعلنهنري أنه لم يكن قد قدم (رضاه الباطني) عن الزواج وأنه
لم يدخل بزوجته قط. واعترفت آن بأنها لاتزالعذراء. ووافقت على بطلان الزواج مقابل معاش يوفر لها
سبيل الراحة واختارت أن تعيش وحيدة فيإنجلترا. ووافق الملك على طلبها, ولكنه في الوقت نفسه -
وبعد محاكمة صورية - أمر بقطع رأس كرومويليوم 28يوليو 1540.
قطع رأس الخامسة!
في نفس يوم إعدام كرومويل تزوج هنري للمرةالخامسة من (كاترين هيوارد) البالغة من العمر عشرين
عاما, وهي من أسرة كاثوليكية لا تحيد عنعقيدتها قيد أنملة ولا تعترف بمذهب الملك البروتستانتي:
وكانت هي في الحقيقة أجمل زوجاته وتعلم كيفيحبها تقريبا, وحمد الله على الحياة الطيبة معها وراوده
الأمل في أن يحقق السلوى تحت إشرافها. ولكنفي اليوم الذي ردد فيه تسبيحة الشكر سلمه رئيس
الأساقفة وثائق تدل على أن كاترين كان لهاعلاقات سابقة للزواج مع ثلاثة خاطبين متعاقبين. واعترف
اثنان من هؤلاء كما اعترفت الملكة نفسها. وتملك هنري حزن شديد وتلبسه الخوف من أن تكون لعنة الله
قد حلت بكل زيجاته. وكاد يميل إلى الصفحلولا أن قدم إليه دليل آخر على أنها اقترفت الزنا مع ابن عمها
بعد زواجها بالملك. وأقرت أنها استقبلت ابنعمها في جناحها الخاص في ساعة متأخرة من الليل ولكنها
أنكرت أنها ارتكبت أي ذنب وقتها, أو في أيوقت منذ زواجها. غير أن المحكمة الملكية أعلنت أن الملكة
مذنبة.
وفي يوم 13 نوفمبر 1542 قطع رأسها تنفيذاللحكم بأمر الملك. وسقط الرأس المقطوع في البقعة
نفسها التي سقط فيها رأس آن بولين قبل ذلكبست سنوات.
السادسة أودعته القبر
أصبح هنري منذذلك اليوم رجلا محطما وأعيت قرحته طب عصره, وكان الزهري الذي لم يشف منه تماما
ينتشر ويعيث فسادا في هيكله. ومعذلك فقد أراد أن يقوم بمحاولة أخرى لكي ينجب وليّا للعهد صحيحا
معافى. فكانت الزوجة السادسة هي (كاترين بار) التي تزوجها عام 1543. كانت كاترين قد عاشت وحيدة
بعد وفاة زوجين سابقين. ومع ذلكفإن الملك لم يعد يصر على الزواج من عذارى.
كانت كاترين امرأة على حظ منالثقافة والفطنة. فقامت برعاية مريضها الملك في صبر, وحاولت أن
تخفف من غلوائه في الاضطهاد, برغم أنه أحرق ستة وعشرين شخصا بتهمة الهرطقة في السنوات
الثماني الأخيرة من حكمه. واستطاعت الملكة الجديدة أن تجعل من نفسها أمّا طيبة لبناته. فيذلك
الوقت كان هنري يزداد بدانةوانهيارا صحيا وظلت هي ترعاه تماما. واعترف لها هنري بأنه قتل زوجته
الثانية آن بولين ظلما, بينما هويسلم الروح وأقسمت - بعد أن دفنت الملك - أن تعود إلى الرجل الذي
كانت تحبه قبل أن يتزوجها هنريالثامن . وفعلت ذلك بعد أسبوعين فقط من تشييع الجثمان إلى مقره
الأخير . | |
|
Admin
مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 367 نقاط : 1014 تاريخ التسجيل : 05/12/2012
| موضوع: رد: هنري الثامن وفن التخلص من زوجاته الأحد نوفمبر 10, 2013 9:32 pm | |
| شكرا جزيلا اختي على الموضوع | |
|